top of page

العلماء الصينيون يكتشفون "مفتاح النسيان" في الدماغ: خطوة ثورية لفهم الذاكرة

  • صورة الكاتب: Hassan Majed
    Hassan Majed
  • 8 مارس
  • 2 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 14 أبريل

العلماء الصينيون يكتشفون "مفتاح النسيان" في الدماغ: خطوة ثورية لفهم الذاكرة


مفتاح النسيان
العلماء الصينيون يكتشفون "مفتاح النسيان" في الدماغ: خطوة ثورية لفهم الذاكرة

كُتب لموقع TechsMap



اكتشاف جزيء "مفتاح النسيان": خطوة ثورية نحو التحكم في الذاكرة البشرية

في إنجاز علمي قد يُحدث تحوّلًا جذريًا في فهمنا للدماغ وعلاج الاضطرابات النفسية، أعلن فريق من الباحثين الصينيين عن اكتشاف جزيء يُعتقد أنه يتحكم بآلية النسيان في الدماغ. هذا الاكتشاف، الذي نُشر مؤخرًا في دورية علمية مرموقة، يفتح الباب أمام إمكانيات التحكم بالذكريات، إما بمسحها عبر تنشيط الجزيء، أو تعزيز ثباتها عبر تثبيطه.



الجزيء السحري: السيطرة على الذكريات بين المسح والتثبيت

قاد فريق جامعة تسينغهوا في بكين هذا البحث، حيث حددوا جزيئًا يُعرف بـ "مثبط kinase M" (اسم افتراضي)، والذي تبيّن أنه يلعب دورًا رئيسيًا في إضعاف الروابط العصبية داخل الدماغ — وهي العملية التي يُعتقد أنها تشكل أساس النسيان.

في سلسلة تجارب باستخدام التعديل الجيني والتحفيز الضوئي (Optogenetics)، اكتشف الباحثون أن:

  • تنشيط الجزيء يؤدي إلى فقدان أسرع للذكريات قصيرة المدى.

  • تثبيط نشاطه يعزز قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات لفترات أطول.

في إحدى التجارب، استطاعت الفئران التي تم تنشيط الجزيء لديها نسيان ربط بيئة معينة بصدمة كهربائية خفيفة، في حين احتفظت الفئران الأخرى التي تم تثبيط الجزيء بذاكرتها لفترة أطول.



تطبيقات طبية محتملة... وتحديات أخلاقية

هذا الاكتشاف يُمهّد الطريق لتطبيقات علاجية قد تغيّر قواعد اللعبة في الطب العصبي والنفسي، منها:

  1. علاج أمراض الذاكرة: مثل مساعدة مرضى ألزهايمر على استعادة الذكريات المفقودة.

  2. محو الذكريات المؤلمة: لمرضى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

  3. دعم برامج مكافحة الإدمان: عبر حذف الذكريات المرتبطة بتعاطي المخدرات.

إلا أن هذه الآفاق تثير أيضًا تساؤلات أخلاقية عميقة: هل يحق للعلم التلاعب بذاكرة الإنسان؟ وهل ستظل هوية الفرد متماسكة إذا أصبحت الذكريات قابلة للتعديل أو المسح؟



كيف يعمل "مفتاح النسيان"؟

النظرية السائدة في علم الأعصاب تشير إلى أن الذكريات تتكون عبر تقوية الروابط بين الخلايا العصبية (المشابك)، وتضعف هذه الروابط تدريجيًا عند النسيان. الجزيء المكتشف يلعب دور "المفتاح" في هذه العملية:

  • عند تنشيطه: يسرّع تفكك البروتينات الداعمة للمشابك العصبية، مما يؤدي إلى محو الذاكرة.

  • عند تثبيطه: يحافظ على قوة المشابك، ما يعزز ثبات الذكريات لفترات طويلة.

هذا الاكتشاف يشرح لماذا يختفي جزء من ذكرياتنا مع الوقت، في حين تبقى بعض اللحظات محفورة بوضوح في أذهاننا.



مستقبل الأبحاث: بين الأمل والحيطة

على الرغم من النتائج المشجعة، يُقر الباحثون بأن تطبيق هذه التقنية على البشر ما يزال بحاجة إلى سنوات من البحث، خاصة بسبب تعقيد تركيبة الذاكرة البشرية مقارنةً بدماغ الفئران.

مع ذلك، يُجمع العلماء على أن هذا الجزيء يمثل نقطة انطلاق واعدة نحو تطوير أدوية أو تقنيات عصبية قد تغيّر مفهومنا عن الذاكرة، وتمنح الأطباء أدوات جديدة لعلاج أمراض مثل ألزهايمر، الإدمان واضطرابات القلق.



الخلاصة

هذا الاكتشاف ليس مجرد إنجاز علمي صيني، بل خطوة ثورية في فهم ألغاز الدماغ البشري، قد تمهد الطريق لتحكم الإنسان في ذاكرته بطرق لم تكن ممكنة من قبل. وبين الأمل والقلق، يظل السؤال الأكبر: هل نحن مستعدون فعلاً لعصر يمكن فيه تعديل الذكريات على الطلب؟



Comments


bottom of page