أمازون تشن معركة قضائية: هل تُعتبر هيئة سلامة المنتجات غير دستورية؟
- Hassan Majed
- 22 مارس
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 15 أبريل
أمازون تشن معركة قضائية: هل تُعتبر هيئة سلامة المنتجات غير دستورية؟

كُتب لموقع TechsMap
أمازون تطالب بعدم دستورية "هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية" (CPSC): معركة قانونية قد تعيد تشكيل رقابة الحكومة على التجارة الإلكترونية
amazon
في خطوة تُعيد إشعال الجدل حول حدود السلطة التنظيمية في العصر الرقمي، تقدّم عملاق التجارة الإلكترونية أمازون بطلب قضائي لاعتبار "هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية" (CPSC) غير دستورية، مُتحديةً بذلك أحد أبرز الأذرع الحكومية الأمريكية المكلفة بحماية المستهلكين من المنتجات الخطرة. فما خلفيات هذه المعركة القانونية الفريدة؟ وكيف قد تؤثر على مستقبل التجارة الإلكترونية وحقوق المستهلكين عالميًا؟
الهيئة التي تُحاكيها أمازون: ما هي الـ CPSC؟
قبل الخوض في الجدل، من الضروري فهم دور "هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية" (CPSC)، التي أُنشئت عام 1972 لمراقبة المنتجات الاستهلاكية غير الآمنة—من ألعاب الأطفال إلى الأجهزة الإلكترونية—وسحبها من السوق عند الضرورة. تعتمد الهيئة على صلاحيات واسعة، تشمل إصدار توجيهات إلزامية للشركات وفرض غرامات قد تصل إلى ملايين الدولارات.
أمازون والهجوم على الدستورية: أين تكمن المشكلة؟
تستند أمازون في دعواها إلى انتقاد هيكل الهيئة التنظيمي، مشيرةً إلى أن نظام تعيين مفوضي الـ CPSC—الذين لا يمكن للرئيس عزلهم إلا لسبب محدود—ينتهك مبدأ الفصل بين السلطات المنصوص عليه في الدستور الأمريكي. هذا النقد ليس جديدًا؛ ففي عام 2020، قضت المحكمة العليا الأمريكية بعدم دستورية هيكل مماثل في "هيئة حماية المستهلك المالي" (CFPB)، لأن رئيسها كان يتمتع بسلطة غير خاضعة لرقابة رئاسية كافية.
حجة أمازون الرئيسية: "الهيئة تتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية مدمجة دون رقابة كافية، مما يُهدد نظام الضوابط الدستورية".
تداعيات المعركة: من سيربح؟ المستهلك أم السوق؟
إذا نجحت أمازون، قد تُعيد الولايات المتحدة كتابة قواعد الرقابة الحكومية على الشركات، لا سيما في قطاع التكنولوجيا الذي يتوسع بسرعة تفوق قدرة التشريعات على المواكبة. لكن الخسارة المحتملة أكبر:
للمستهلكين: قد تضعف آليات سحب المنتجات الخطرة، خاصة مع تزايد اعتماد العالم على المنصات الرقمية مثل "أمازون"، التي تبيع مليارات المنتجات من بائعين طرف ثالث قد لا يخضعون لمعايير صارمة.
للشركات: قد تُفتح الباب أمام تقليص سلطات هيئات تنظيمية أخرى، مما يُعزز مرونة الأعمال لكن يُقلص الحماية العامة.
ردود الأفعال: صراع بين الليبرالية الاقتصادية وحقوق المستهلك
منظمات حماية المستهلك: تُحذر من أن انتصار أمازون سيعني "نهاية عصر سلامة المنتجات"، كما صرحت "جمعية المستهلكين الأمريكيين".
أصوات مؤيدة لأمازون: تدعو إلى تقييد "البيروقراطية التنظيمية المفرطة"، التي تُعيق الابتكار وتُكبّد الشركات تكاليف باهظة.
ماذا بعد؟ سيناريوهات محتملة
قد تصل القضية إلى المحكمة العليا، خاصة مع تشابهها مع قضية الـ CFPB. لكن حتى ذلك الحين، تظل أمازون مُلزمة بقوانين الهيئة، ما لم تصدر أحكام مؤقتة تُعلق عملها. في المقابل، تعتمد الـ CPSC على سابقة قضائية طويلة تدعم شرعيتها، مما يُشير إلى معركة قانونية طويلة الأمد.
قضايا سابقة مع أمازون تتعلق بسلامة المنتجات
أمازون واجهت عدة قضايا تتعلق بسلامة المنتجات على مر السنين، ومن أبرزها:
منتجات خطرة على الأطفال: في عام 2021، طالبت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية (CPSC) أمازون بسحب منتجات خطرة مثل ملابس الأطفال القابلة للاشتعال، والتي قد تشكل خطرًا كبيرًا على سلامة الأطفال.
أجهزة كهربائية غير آمنة: تضمنت القضايا أجهزة مثل مجففات الشعر التي لم تكن مزودة بآليات أمان كافية، مما قد يؤدي إلى مخاطر مثل الصدمات الكهربائية أو الحرائق.
كاشفات أول أكسيد الكربون المعيبة: تم بيع كاشفات لم تكن تعمل بشكل صحيح، مما يعرض المستخدمين لخطر التسمم بأول أكسيد الكربون دون علمهم.
منتجات مقلدة أو غير مطابقة للمواصفات: أمازون تعرضت لانتقادات بسبب بيع منتجات مقلدة أو غير مطابقة للمعايير، مما أثار قضايا تتعلق بجودة وسلامة هذه المنتجات.
مسؤولية المنتجات المباعة عبر البائعين الخارجيين: أمازون واجهت تحديات قانونية بشأن مسؤوليتها عن المنتجات التي يبيعها بائعون خارجيون عبر منصتها، حيث اعتبرت بعض المحاكم أنها تتحمل جزءًا من المسؤولية عن المنتجات المعيبة.
إجراءات أمازون لتحسين سلامة المنتجات
أمازون اتخذت عدة إجراءات لتحسين سلامة المنتجات وضمان تجربة آمنة للعملاء، ومن أبرز هذه الإجراءات:
مراقبة المنتجات: تقوم أمازون بمراقبة المنتجات المباعة على منصتها بشكل دوري للتأكد من مطابقتها لمعايير السلامة. إذا تم الإبلاغ عن منتج غير آمن، يتم إزالته فورًا من الموقع.
التعاون مع البائعين والمصنعين: تعمل أمازون على التواصل مع البائعين والمصنعين للحصول على معلومات إضافية حول المنتجات المباعة، وضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين جودتها وسلامتها.
تنبيهات السلامة: تقوم أمازون بوضع تحذيرات على صفحات المنتجات التي قد تشكل خطرًا، وتُبلغ العملاء بأي تحديثات أو استدعاءات تتعلق بالسلامة.
إجراءات الاستدعاء: في حال وجود منتج غير آمن، تقوم أمازون بتنفيذ عمليات استدعاء شاملة، تشمل إزالة المنتج من سلسلة التوريد وإبلاغ العملاء والبائعين المتأثرين.
التعاون مع الجهات الحكومية: أمازون تتعاون مع الهيئات التنظيمية والوكالات الحكومية للإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بسلامة المنتجات، والمساعدة في تنفيذ عمليات السحب عند الضرورة.
تحسين تجربة العملاء: توفر أمازون صفحة مخصصة لعمليات الاستدعاء وتنبيهات السلامة، حيث يمكن للعملاء الاطلاع على المنتجات المتأثرة والخطوات التي يجب اتخاذها لضمان سلامتهم.
أين نرسم الحدود؟
تُجسد هذه المعركة الإشكالية الأزلية بين حرية السوق وحماية المجتمع. فبينما تُصر أمازون على أن الرقابة الذاتية كافية—مُستشهدة ببرامجها مثل "A-to-Z Guarantee"—يتساءل الكثيرون: هل يمكن الوثوق بالشركات الكبرى لتنظيم نفسها، أم أن الضوابط الحكومية ضرورة لا غنى عنها في عصر تتعقد فيه سلاسل التوريد؟
شاركونا رأيكم
هل تنظيمات مثل الـ CPSC عائق أمام التقدم الاقتصادي، أم حصن أخير لسلامة المستهلك؟
Comments