ميتا تختبر تعليقات منشأة بالذكاء الاصطناعي على إنستغرام Instagram .. هل نحن على أعتاب ثورة في التفاعل الرقمي
- Hassan Majed
- 22 مارس
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 15 أبريل
ميتا تختبر تعليقات منشأة بالذكاء الاصطناعي على إنستغرام.. هل نحن على أعتاب ثورة في التفاعل الرقمي؟

كُتب لموقع TechsMap
ميتا تختبر تعليقات منشأة بالذكاء الاصطناعي على إنستغرام Instagram
Meta spotted testing AI-generated comments on Instagram
في خطوة قد تُغير وجه المنصات الاجتماعية كما نعرفها، كشفت تقارير حديثة أن شركة ميتا Meta (مالكة إنستغرام Instagram وفيسبوك Facebook) بدأت تجارب سرية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في إنشاء تعليقات تلقائية على منشورات إنستغرام. هذه التجربة، التي لا تزال قيد التطوير، تهدف – بحسب التسريبات – إلى تعزيز التفاعل وتقليل المحتوى السلبي، لكنها تُثير تساؤلات حول مستقبل "التواصل البشري" على المنصات الرقمية.
ما الذي يحدث بالضبط؟
وفقًا لمصادر داخلية وتحليلات لملفات كود برمجي من قِبل مطورين مستقلين:
تحليل المحتوى: يقوم النظام بفحص المنشورات (صور، نصوص، فيديوهات) وفهم سياقها.
توليد التعليقات المخصصة: ينتج تعليقات تتناسب مع محتوى المنشور، مثل:
"هذه الصورة تذكرني بجو البحر في الصيف! 🌊"
"أحب الألوان في هذا التصميم، هل يمكنك مشاركة الإلهام وراءه؟"
تصفية التعليقات السلبية: يستبدل النظام التعليقات السلبية باقتراحات إيجابية مبنية على السياق.
وقد بدأت بعض الحسابات النشطة في إنستغرام بتلقي إشعارات تطلب منها "اختيار تعليق منشأ بالذكاء الاصطناعي" كخيار لتفاعل سريع.

الهدف المعلَن: لماذا تعتمد ميتا على التعليقات الآلية؟
تشير التقارير إلى ثلاثة دوافع رئيسية لهذه التجربة:
مكافحة التعب الرقمي: أفادت دراسات داخلية بأن تفاعل المستخدمين مع المنشورات انخفض بنسبة 22% منذ 2021 بسبب انتشار المحتوى السلبي.
دعم المُنشئين الصغار: قد تُسهم التعليقات التلقائية في زيادة تفاعل الحسابات الناشئة التي تعاني من قلة المتابعين.
توفير وقت المستخدمين: يُمكن للمستخدمين اختيار تعليقات جاهزة بنقرة واحدة بدلاً من كتابة تعليقاتهم من الصفر.
ولكن، يشكك الخبراء في هذه التبريرات. إذ ترى إيمان السيد، خبيرة أخلاقيات التكنولوجيا، أن الهدف الحقيقي قد يكون زيادة "وقت التمرير" (Scroll Time) على المنصة، مما يُساهم في رفع إيرادات الإعلانات.
"الهدف الحقيقي هو زيادة وقت التمرير على المنصة؛ فكلما زادت التفاعلات – حتى لو كانت آلية – زادت إيرادات الإعلانات." – إيمان السيد
الجانب المظلم: مخاوف من "وهم التفاعل البشري"
رغم المزايا المحتملة للتجربة، تصاحبها بعض التحفظات:
تزييف المشاعر: هل ستُضعف التعليقات المُولدة آليًا قيمة التفاعل الحقيقي بين المستخدمين؟
تحيُّز الخوارزميات: احتمال أن تعكس التعليقات تحيزات موجودة في بيانات تدريب النظام، مما يُروج لثقافة معينة.
مخاطر الأمان: إمكانية استخدام النظام لخلق حملات تضليل جماعية عبر تعليقات منسقة آليًا.
وفي تجربة أجراها باحثون، لاحظوا أن 63% من المستخدمين لم يدركوا أن التعليقات "الإيجابية" المنشأة كانت من إنتاج الذكاء الاصطناعي.
ميتا ليست الأولى: سباق التزييف الرقمي يسخن
ليس نظام التعليقات الآلية حصريًا على ميتا؛ فقد بدأت منصات أخرى أيضاً بتجارب مشابهة:
تيك توك: أطلقت ميزة "تعليقات سريعة" مدعومة بالذكاء الاصطناعي في نسختها الصينية.
سناب شات: اختبرت روبوتات دردشة تُعلق تلقائيًا على "قصص" المستخدمين.
X (تويتر سابقًا): طورت نظامًا لإنشاء ردود على التغريدات المثيرة للجدل.
يبقى السؤال: هل ستصبح المنصات الاجتماعية مسرحًا لتفاعلات مختلطة بين البشر والآلات دون أن يدرك المستخدم ذلك؟
المستقبل: ماذا لو نجحت التجربة؟
إذا تم تعميم هذه الميزة، فقد نشهد تحولات جذرية تشمل:
ظهور "مُؤثرين افتراضيين" تتفاعل معهم حسابات آلية بالكامل.
تضخم هائل في الإعجابات والتعليقات مما يفقدها قيمتها كمؤشر على النشاط الحقيقي.
اعتماد المُعلنين على التعليقات الآلية لتزيين حملاتهم بشكل مصطنع.
الخاتمة: هل نحن جاهزون لعالم تختلط فيه المشاعر الحقيقية بالآلية؟
تضع تجربة ميتا الجديدة المستخدمين أمام مفترق طرق؛ فمن ناحية قد تُحسّن تجربة المستخدم وتقلل السلبية، ومن ناحية أخرى قد تُفقد التفاعلات الرقمية مصداقيتها وتعمّق الشعور بالوحدة والعزلة. وبينما تبرر الشركات هذه الخطوات بتحسين المنصات، يبقى على المستخدمين أن يقرروا: هل سيقبلون بـ"أصدقاء افتراضيين" يشاركونهم تفاعلاتهم، أم أن الحد الفاصل بين الإنسان والآلة يجب أن يبقى واضحًا؟
ما رأيك؟
شاركنا تعليقك (البشري!) حول هذه التجربة المثيرة للجدل.
تابع TechsMap لمعرفة كل جديد عن تحولات الذكاء الاصطناعي في عالم التواصل الاجتماعي. 🔍
Comments